مدونة بقلم د.صفاء السنوسي
الميرامية ( عشبة الحكمة عند القدماء )
تاريخ المقال: ٦ –٢ – ٢٠٢٤م
الميرامية (Sage -Salvia officinalis) هي نبات عشبي دائم الخضرة ذو أوراق رمادية اللون وزهور بألوان متنوعة (من الأزرق إلى البنفسجي). تنمو بارتفاع يتراوح بين ١٢ إلى ١٨ بوصة وبعض الأنواع لها سيقان خشبية تنمو بشكل أشبه بالشجيرات.
تعتبر الميرامية علاجًا عشبيًا تقليديًا تم استخدامه في الطب اليوناني القديم والطب الصيني. كذلك اعتاد الرومان والمصريون القدماء على حفظ اللحوم باستخدام الميرمية، كما استخدمت الميرمية قديما لأغراض مرتبطة بالحكمة وطقوس التطهير والحماية من العين الشريرة وإطلاق الطاقة السلبية.
موطن العشبة:
موطن الميرامية هي منطقة البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من أنه تم انتشارها في العديد من الأماكن في جميع أنحاء العالم. تحتاج الميرامية إلى ضوء الشمس الوفير ويمكن العثور عليها في المناطق ذات التربة الضحلة والجافة والصخرية، مثل جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال غرب المكسيك وبعض البلدان في جنوب غرب آسيا مثل المملكة العربية السعودية والأردن.
التأثيرات العشبية والاستخدامات العلاجية الرئيسية:
الأجزاء الأكثر شيوعًا المستخدمة من هذه النبتة هي الأوراق والزهور. حيث يتواجد حمض الروزمارينيك Rosmarinic Acid) (بشكل أكبر في الأوراق، أما المركبات الكيميائية مثل الفلافونويدات (Flavonoids) و التيربينويدات (Terpenoids) والزيوت العطرية موجودة بشكل أكبر في الزهور.
أظهرت الدراسات أن الميرامية لها تأثيرات:
- تهدئة الالتهابات: تحتوي الميرامية على مركبات تساعد في تقليل بعض التهابات الجسم (مثل: حالات التهاب المفاصل والتهاب اللثة والتهابات الجهاز التنفسي)
- تحسين الذاكرة والتركيز والانتباه: تساعد الميرامية على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض الوظائف العقلية (مثل: الزهايمر والخرف)
- تساهم في الحفاظ على صحة الخلايا: تحتوي الميرامية على مركبات مضادة للأكسدة التي تحمي الجسم من التأثيرات الضارة للجذور الحرة (المسببة للشيخوخة).
- تدعم الجهاز الهضمي: للميرمية تأثيرات مهدئة على الجهاز الهضمي حيث يمكن استخدامها في علاج بعض المشاكل المعوية (مثل: الانتفاخ والغازات والقرحة المعوية)
- تحسين صحة الفم والأسنان: تستخدم الميرامية في بعض مستحضرات العناية بالفم حيث تساهم في تقليل تراكم الجير وتهيج اللثة والروائح الكريهة.
- تخفيض مستويات سكر الدم: تحسن الميرامية من حساسية الأنسولين وتعمل على تقليل مستويات الكولسترول الضار وترفع مستويات الكولسترول الجيد، مما له تأثير إيجابي على سكر الدم وصحة الأوعية الدموية بشكل عام .
خيارات الاستخدام والجرعة:
يمكن تناول الميرامية كمستخلص (Tincture) حيث يمكن أخذ نصف ملعقة صغيرة من أوراق الميرامية المجففة في كوب من الماء مرتين يوميًا. كما يمكن شرب كوب إلى كوبين من شاي الميرامية حسب الحاجة. بالنسبة للكريمات الموضعية، يمكن استخدام مستخلص الميرامية كل ساعتين إلى أربع ساعات لمدة أسبوعين.
طريقة عمل شاي الميرامية:
- نضع ١٠ جرام (ملعقتين صغيرتين) من أعشاب الميرامية المجففة في إبريق الشاي الدافئ
- نسكب فوقها الماء المغلي، ثم نغطيها ونتركها تنقع لمدة ١٠- ١٥ دقيقة.
- تصفى العشبة وتترك لتبرد قليلا ثم تشرب.
مع ذلك، يتوجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي منتجات الميرامية أو تناولها كمكملات غذائية، خاصةً إذا كان لديك حالات صحية محددة أو تتناول أدوية أخرى ويجب الانتباه إلى الجرعات الموصى بها.
تفاعلات الأدوية مع الأعشاب وقضايا السلامة:
تعرف الميرامية بأنها نبات عطري، مما يعني أنه تحتوي على مستويات عالية من الثوجون Thujone) (وقد يزيد استهلاك زيت الميرامية العطري في بعض المنتجات الحد الأقصى الموصى به يوميًا من الثوجون والذي يمكن أن يكون سامًا. قد تتفاعل الميرامية:
- مع الأدوية المهدئة: تحتوي الميرامية على خصائص مهدئة خفيفة، وقد تتفاعل مع الأدوية أو المواد التي لها تأثيرات مهدئة أيضًا، مثل أدوية Benzodiazepines, Barbiturates)) وبعض مضادات الاكتئاب مما يزيد من خطر التخدير أو التهدئة المفرطة.
- مع الأدوية المضادة للتجلط: تحتوي الميرامية على مركبات قد تمتلك خصائص مضادة للتجلط الدموي. إذا كان المرضى يتناولون أدوية مثل ًWarfarin, Aspirin)) أو أدوية مضادة للصفيحات الدموية الأخرى، فإن استخدام مكملات الميرامية أو تناول كميات كبيرة منها قد يزيد من خطر النزيف.
- مع الأدوية الخافضة للسكر: أظهرت الدراسات أن الميرامية لها تأثيرات خافضة لسكر الدم، مما يعني أنه قد تقلل من مستويات سكر الدم. إذا كان المرضى المصابون بالسكري يتناولون أدوية خافضة للسكر، مثل إبر الأنسولين أو أدوية السكري عن طريق الفم ، فإن استخدام مكملات الميرامية أو تناول كميات كبيرة منها قد يعزز تأثير هذه الأدوية، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات سكر الدم.
- مع أدوية العلاج بالهرمونات البديلة: أظهرت الدراسات أن الميرامية تؤثر على هرمون الاستروجين. إذا كان المرضى يستخدمون علاج الهرمونات البديلة (Hormone replacement therapy- HRT) أو أدوية أخرى تحتوي على الاستروجين، فإن استخدام مكملات الميرامية أو تناول كميات كبيرة منها قد يتداخل مع تأثيرات هذه الأدوية.
السنوت لمكافحة هشاشة العظام وغير ذلك
تاريخ المقال: ١٤ – ١ – ٢٠٢٤م
السنوت نبات عشبي ذو رائحة نفاذة، وله قيمة غذائية جيدة، والسنوت هو: الشبت، كما ذكر عبد الملك بن حبيب في كتابه الطب النبوي، وقيل: الشمر، وقيل: غير ذلك، ويحتوي الشبت على الحديد، والمنجنيز، وفيتامين أ، وفيتامين ب، وفيتامين سي، وحمض الفوليك، بالإضافة إلى أنه غني بالكالسيوم، لذلك يساعد في مكافحة هشاشة العظام.
كما أنه يحتوي على نسبة عالية من الألياف، ما يؤدي إلى تحسين عملية الهضم، ويزيد من حركة الأمعاء، والحد من التعرض لأي مشاكل كالانتفاخات، وهو طارد للغازات، ومفيد لصحة مرضي القولون.
والاستهلاك المنتظم للشبت، له دور في ضبط السكر بالدم، كما أنه يعزز مناعة الجسم، ويمنع العدوى البكتيرية، ومفيد لتعزيز صحة الكلى، وحمايتها من الالتهابات، ويقلل من الإصابة بمشاكل المسالك البولية.
يعزز الشبت صحة الجهاز العصبي، والوقاية من الخرف والزهايمر، كما أنه ينشط الذاكرة والتركيز، وهو طارد للسموم والفيروسات من الجسم، ومفيد لصحة القلب والأوعية الدموية، ويقي من الجلطات، ويقلل من فرص الإصابة بالأمراض السرطانية.
تنقع حبوب الشبت في كوب ماء ساخن وتشرب، ولعل أبرز استخدامات السنوت (الشبت) الحالية، كخضرة توضع مع مفروم لحم السَمْبُوسَك، كما يمكن مضغ البذور للتخلص من رائحة الفم الكريهة.
ختاما، عن النبي ﷺ، قال: “عليكُم بالسَّنَى والسَّنوتِ، فإنَّ فيهما شفاءً من كلِّ داءٍ إلَّا السَّامَ”، وربما يكون المقصود بالسنوت أنه الشمر، وهو يشترك مع الشبت في العديد من الفوائد الطبية.