العافية النفسية والجسدية: وجهان لعملة واحدة

كيف تؤثر المشاعر على عافية الجسد

في عالم مليء بالتحديات والضغوطات، أصبحت صحة الإنسان أبعد وأعمق من مجرد سلامة الأعضاء وغياب الأمراض.
فالمشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تلعب دورًا محوريًا في تحديد جودة حياتنا وصحتنا الجسدية، إذ تؤثر الحالة النفسية بشكل مباشر على وظائف الجسم وأعضائه.

تأثير التوتر على الجسد
عندما نواجه مشاعر سلبية مثل التوتر أو الغضب، يقوم الجسم بتفعيل استجابة “الهروب أو القتال” (Fight or Flight)، حيث يفرز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين. هذه الهرمونات كانت في الماضي أداة للبقاء لأنها تحفز الجسم لمواجهة المخاطر، إلا أن استمرار هذه الحالة بشكل مزمن يؤدي إلى أضرار صحية ملموسة مثل:

• ارتفاع ضغط الدم
• تسارع ضربات القلب
• توتر العضلات بشكل دائم

فإذا وجدت نفسك تشعر بالإرهاق حتى بعد يوم غير مجهد جسديًا، قد يكون السبب هو التوتر المستمر الذي يجعل جسدك في حالة استعداد وتأهب دائم.

تأثير المشاعر السلبية على الجهاز المناعي
الإجهاد المزمن لا يترك أثرًا على القلب والأوعية الدموية فقط، بل يتسبب أيضًا في ضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مشاعر سلبية متكررة هم أكثر عرضة لنزلات البرد، كما يمكن أن يؤدي الإجهاد العاطفي إلى تفاقم الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.

لذلك، فإن العناية بالصحة النفسية ليست رفاهية، بل هي ضرورة لتعزيز المناعة وحماية الجسم من الأمراض.

خطوات عملية لتخفيف التوتر وتحسين الصحة النفسية
للحد من تأثير المشاعر السلبية على الجسد، يمكن اتباع مجموعة من الخطوات البسيطة الفعالة:

• التعبير عن المشاعر: سواء من خلال الكتابة أو الحديث مع شخص موثوق، فإن التعبير عن المشاعر يساعد في تخفيف التوتر.
• ممارسة التنفس العميق: خذ 5 دقائق يوميًا للتنفس ببطء وعمق، فهذا يرسل إشارات إلى الدماغ بأن الجسم في حالة أمان.
• النشاط البدني: الحركة تساهم في إفراز هرمونات تخفف من التوتر وتزيد الشعور بالراحة.
• النوم الجيد: النوم في وقت ثابت يوميًا يعزز الراحة النفسية.

تمرين بسيط لتحرير المشاعر السلبية
خصص خمس دقائق قبل النوم لكتابة أي مشاعر سلبية شعرت بها خلال اليوم. لا تحكم عليها، فقط لاحظها ودوّنها.
بعد ذلك، اكتب شيئًا واحدًا تشعر بالامتنان تجاهه. هذه الممارسة اليومية تساعد على تهدئة العقل والجسد، وتحسين جودة النوم.

في الختام،
تذكر دائمًا أن الاهتمام بصحتك النفسية هو استثمار مباشر في عافيتك الجسدية، وأن أبسط العادات اليومية قد تكون مفتاحًا لحياة أفضل.

في أكاديمية هوليستك، نؤمن بأن العافية النفسية والعافية الجسدية هما وجهان لعملة واحدة.
انضم إلينا اليوم لتصبح كوتش في العافية الشمولية، وتتعمق أكثر في تأثير المشاعر على الجسد و كيفية العناية بالعقل والروح لبناء حياة أكثر توازنًا وصحة لك ولكل من حولك.